خندق ماريانا (اعمق نقطه علي سطح الارض)
خندق ماريانا
ليس من السهل أبدا اكتشاف أعمق نقطة تحت سطح البحر , في الوقت الذي استطاع فيه الآلاف من تسلق جبل إيفيرست
و الوصول لقمته لم يستطع سوي عدد قليل فقط النزول بأنفسهم لأعمق نقطة في المحيط في (خندق مارايانا )
تعود تسمية الخندق لجزر ماريانا المسماة بواسطة انغولا عام 1668 , و التي كانت مستعمرة إسبانية
قد سميت الجزر بهذا الاسم تكريما لملكة إسبانيا ماريانا من النمسا أرملة ملك إسبانيا فيليب الرابع ......
ما هو خندق ماريانا وأين يقع؟؟
عبارة عن منخفض أرضي في قاع المحيط علي شكل حرف V و يقع في غرب المحيط الهادي بالقرب من جزر ماريانا
لكي تصل لأعمق نقطة في الخندق من سطح المياه ستكون مضطرا للنزول لعمق 11 كيلو متر .
يقع في غرب المحيط الهادي إلى الشرق من جزر ماريانا الشمالية
طول الخندق حوالي 2550 كيلومتر ويبلغ عرضه 69 كيلومترا وهو مستطيل الشكل
فمثلاً إذا كانت قمة جبل إفرست (أعلى جبل على الأرض بارتفاع يَبلغ 8,848 متراً)
اذا وُضعت في أعمق نقطة في خندق ماريانا، فسيَظل هناك 2,076 متراً من الماء فوقها بالتالي ستغطي قمة جبل إفرست بالكامل.....
اكتشاف خندق ماريانا :-
في رحلة لدراسة المحيطات و الكشف عن أعماقها إنطلقت سفينة البحث البريطانية (HMS challenger) في مهمة
استكشافية استمرت لـ 4 سنوات بداية من عام 1872 إلي 1876 .مع كل 225 كيلومتر تقطعها السفينة تتوقف حينها ليرمي طاقم
السفينة الحبال في المياه و يتركوه حتي تصل القطعة المعدنية للقاع و يعرفون العمق من خلال العلامات الموضوعة علي الحبل .
و في هذا الوقت كانت هذه الطريقة الوحيدة لقياس أعماق المحيطات. مع وصول السفينة بالقرب من جزر ماريانا كان
عندما ترك طاقم السفينة الحبل اندهشوا ان الحبل مستمر في الهبوط في المياه لمسفات كبيرة دون أن يصل المعدن للقاع
مع العلم ان هذا لم يحدث من قبل في المناطق التي مرت بها السفينة قبل ذلك و بعد أن وصل طول الحبل إلي 8000 متر تقريبا
في المياه ضرب المعدن القاع و استقر ......
تسائل العلماء حول خندق ماريانا؟؟؟
في هذا الوقت لم يكن اي شخص يتخيل أن تصل أعماق المحيط إلي هذا العمق , و بدأت حيرة العلماء في هذا الوقت
بدأوا يتسألون بعضهم البعض عدة اسئلة عن طبيعة المكان و كيفية تكوينه فهل هو عبارة عن حفرة صغيرة في قاع المحيط
أو حفرة ضخمة أو خندق. أو هل تعيش مخلوقات حية في هذا العمق وهل هي مخلوقات طبيعية كالتي نعرفها
أوكائنات مفترسة تتميز بخصائص مختلف تسمح لها البقاء في هذه الأعماق تحت الضغط المائي الشديد في الظلام الشديد.
كل هذه الأسئلة من الصعب الإجابة عليها يومها بسبب الأدوات و التكنولوجيا البدائية التي لا يمكنها أن تكتشف ذلك
و تم اعتبار الحملة الاستكشافية لـلسفينة (HMS challenger) بداية تأسيس علم المحيطات الحديث ....
اول خريطه لخندق ماريانا:-
استطاعت هذه الرحلة استطاعت أن توفر لنا أول خريطة حقيقية عن الأعماق
و التي كشفت لنا وجود انحدارات عن الأرض في قاع المحيطات و التي تشكل منخفضات لمسافات طويلة
تصل لـ مئات الأمتار حتي تنتهي علي شكل أرض منبسطة.لكن الغريب في غرب المحيط الهادي بالقرب من جزر الماريانا
أن الانحدارات بعد هبوطها لا تنتهي في أرض منبسطة بل تسقط مرة اخري في حفرة عميقة
لمسافة تصل إلي 8000 متر من سطح المياه.....
الاجابات العلميه الدقيقه عن طبيعه هذا المكان:-
بعد 75 عام بدأ ظهور الإجابات عن طبيعة المكان , و عام 1951 رجعت سفينة بحث بريطانية للحفرة مرة أخري
و لكن هذه المرة كانت بأدوات متطورة لقياس الأعماق مع الاستعانة بتقنية السونار.
نتائج البحث بعد ان كشفت أن الحفرة الموجودة في قاع المحيط ليست حفرة بل هي خندق عملاق يصل طوله لـ 2550 كيلومتر
و عرضه 69 كيلومتر.....
العمق الذي توصلت له سفينة (HMS challenger) الذي تم تحديده بـ 8000 متر وصولا للخندق
لم يكن هو العمق الحقيقي للقاع , و العمق الحقيقي للخندق طوله يصل إلي 11000 متر .
بذلك يكون هذا العمق هو أعمق نقطة في خندق ماريانا و أعمق نقطة علي كوكب الأرض بأكمله
أطلق علي ذلك الجزء من الخندق اسم (Challenger deep) تكريما للسفينة التي اكتشفته .......
لكن السؤال الاهم هل يوجد شكل من أشكال الحياة علي هذا العمق ام لا ؟؟؟
كانت اللمحة الأولي للإجابة علي هذا السؤال عن طريق السفينة الروسية(Vitus) بعد أن كشفت لنا عام 1958
عن وجود حياة بحرية بأعداد كبيرة من المخلوقات علي عمق يتعدي الـ 7000 متر تحت سطح المياه!!!
بجانب وجود أنواع مختلفة من البكتيريا و اللافقاريات تم الكشف عن وجود أعداد كبيرة من الأسماك و الكائنات الغير المعروفة
للبشر و التي اشتهرت أيامها بإسم (وحوش البحر) !!!!
و لكن العلماء لم يكتفوا بتلك النتائج و قرروا محاولة النزول بأنفسهم في الخندق للحصول علي صورة أدق
و الوصول لاعمق نقطة في الأرض. المشكلة ان السبب في ذلك هو أن أي انسان سينزل لذلك العمق
سيواجه مشكلة الضغط العالي الذي يصل لأكثر من ألف مرة ضعف الضغط الموجود علي السطح .......
أول بشري ينزل بخندق ماريانا:-
عام 1960 كان أول نزول لإنسان في الخندق في حملة استكشافية لأعمق نقطة علي الأرض
عن طريق الغواصة (Trieste) و هي عبارة عن غواصة تستطيع تحمل الضغط العالي و الغوص لعمق يصل إلي 10911 متر
كان علي متن الغواصة العالم السويسري (Jacques Piccard) و الذي ساعد والده في تصميم الغواصة له
بلإضافة لزميله الأمريكي (John Walsh).بعد الهبوط لمسافة لا تتعدي الـ 11 كيلومتر و في مدة لا تتجاوز الـ 5 ساعات
وصلت الغواصة أخيرا لهدفها و هو القاع و استغرق الباحثين حوالي 20 دقيقة فقط .
نتائج البحث كانت كافية للتأكيد للباحثين أن هناك حياة بحرية من أسماك و مخلوقات غريبة
تعيش بدون أي معاناه في تلك الظروف الصعبة علي ذلك العمق.......
نتائج بحث العلماء حول خندق ماريانا:-
نتائج البحث و الباحثين أكدوا أن هناك حياة بحرية من أسماك و مخلوقات غريبة تعيش بدون أي معاناه
في تلك الظروف الصعبة علي هذا العمق.
و بعد سنوات من انتهاء البعثة تم الكشف عن سجلات العالم السويسري (Jacques Piccard) أثناء منتصف رحلتهم للقاع
اكتشفوا وجود مخلوق ضخم علي شكل اسطوانة دائرية يتبع الغواصة و يتحرك حولها و كأنه يراقبهم .
لكن هذا المخلوق غادر بعد دقائق و اختفي من المكان في لحظة قبل أن يتعرفوا علي طبيعته
و اعتقدوا العلماء أن ذلك المخلوق من الممكن ان يكون من حضارة مائية غير معروفة لنا.........
في عام 1985 واجهت سفينة (glomal Challenger) حادثة فريدة من نوعها:-
هي أثناء إستخدام الباحثين لمسبار داخل المحيط , تفاجؤا بأصوات غريبة يتم تسجيلها عن طريق المسبار
و في نفس اللحظة بدأت الأحبال الفولاذية الموصولة للمسبار تتشد و سحبت هذه الأسلاك بشدة لدرجة
أنها كادت أن تنقطع و بذلك سيفقدوا المسبار و كأن هناك شيئ حي يهاجم المسبار علي عمق 10000 متر .........
نظريات حول خندق ماريانا:-
ظهرت نظريات أطلقها بعض علماء الأحياء البحرية عن السبب الحقيقي للحادث
هو أنهم افترضوا أن المخلوق الوحيد الذي تتطابق معه تلك العضات هو (قرش الميجالودون)
هذا القرش هو نوع ضخم من القروش المنقرضة يصل طوله لـ 22 متر و وزنه 45 طن و يعتبر من أكبر و أقوي الحيوانات
المفترسة علي الإطلاق و انقرض منذ أكثر من مليون و 50 الف سنة (1500000)
كان هناك حادثة اخري لسفينة بضائع يابانية بالقرب من خندق ماريانا و ذلك بعد تعرضها لصدمة قوية من جانب السفينة
قلبتها بكل سهولة في المياه و هذا حدث أثناء حالة جوية مستقرة خالية من أي اضطرابات و خالية من أي حواجز صخرية
و لكن السؤال الأهم هو هل يوجد حيوانات منقرضة تعيش في الخندق أو يوجدد كانات بحرية عجيبة موجودة في هذا العمق
و تمتلك القدرة علي العيش في ظل الضغط العالي و الظلام الحالك..........
ثاني تجربه بشريه للنزول في خندق ماريانا:-
في عام 2012 استطاع المخرج الكندي (James cameron) أنه يكون صاحب ثاني رحلة بشرية إلي هذه النقطة
في قاع خندق ماريانا في الغواصة التي شارك في تصميمها بنفسه......
خندق ماريانا والسينيما:-
عرضت رحله المخرج الكندي (James cameron) بعد تجربته في الفيلم الوثائقي (Deep sea challenge).
التعليقات على الموضوع